في السنوات الأخيرة، أصبح الحديث عن تأثير الغذاء على مرض السكري شائعًا للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر باستهلاك اللحوم. تسلط الدراسات العلمية الضوء على العلاقة بين أنواع معينة من اللحوم وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل تأثير اللحوم على مرض السكري، ونوضح الخيارات الصحية التي يمكن لمرضى السكري تبنيها، وكذلك اللحوم التي ينبغي تجنبها.
هل يمكن أن تسبب اللحوم الإصابة بمرض السكري؟
أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط بين استهلاك اللحوم، خاصة اللحوم الحمراء والمُصنّعة، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
دراسة تفاعل EPIC:
تابعت هذه الدراسة أكثر من 340,000 بالغ في ثماني دول أوروبية لمدة تزيد عن 11 عامًا. أكدت النتائج وجود خطر أعلى للإصابة بالسكري بين الأفراد الذين يستهلكون كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والمُصنّعة.دراسة في الصين:
وجدت دراسة كبيرة شملت 63,000 بالغ صيني أن استهلاك اللحوم الحمراء والدواجن التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الحديد يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
ما الذي يجعل اللحوم ضارة لمرضى السكري؟
يمكن أن يؤدي تناول اللحوم الدهنية والمُعالجة إلى زيادة مستويات الدهون المشبعة والمتحولة في الجسم، مما يرفع من الكوليسترول ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي واحدة من أبرز المضاعفات المرتبطة بمرض السكري.
اختيار اللحوم المناسبة لمرضى السكري
لإدارة مرض السكري بفعالية، من المهم اختيار أنواع اللحوم بعناية. يوصي الخبراء بتفضيل اللحوم الخالية من الدهون والبدائل الصحية لتقليل المخاطر الصحية.
أنواع اللحوم الصحية
اللحوم الخالية من الدهون:
تحتوي على أقل من 1 جرام من الدهون و35 سعرة حرارية لكل وجبة (حوالي 30 جرامًا). تشمل:- صدر الدجاج بدون جلد
- الديك الرومي منزوع الجلد
- السمك الأبيض مثل التونة والبلطي
اللحوم قليلة الدسم:
تحتوي على حوالي 3 جرامات من الدهون و55 سعرة حرارية لكل وجبة. تشمل:- قطع معينة من اللحم البقري مثل شريحة لحم الخاصرة
- لحم العجل
- الدجاج والديك الرومي منزوع الجلد
- لحوم الطرائد مثل الأرانب والغزلان
اللحوم المعتدلة في الدهون:
تحتوي على حوالي 5 جرامات من الدهون و75 سعرة حرارية لكل وجبة. تشمل:- اللحم المفروم قليل الدهون
- شرائح لحم الضأن
- بعض أجزاء الدواجن مع الجلد (ينصح بإزالتها قبل الطهي).
اللحوم التي يجب تناولها باعتدال
بعض اللحوم تحتوي على مستويات معتدلة من الدهون والسعرات الحرارية، لذا ينبغي تناولها باعتدال، مثل:
- شرائح اللحم المشوية
- قطع لحم العجل المفروم أو المكعبات
- الكبد والقلب (باعتدال بسبب ارتفاع محتوى الكوليسترول).
اللحوم التي يجب تجنبها تمامًا
بعض أنواع اللحوم تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة أو المكونات المُعالجة التي تزيد من خطر المضاعفات الصحية لمرضى السكري. تشمل:
اللحوم الغنية بالدهون:
تحتوي هذه اللحوم على 8 جرامات من الدهون و100 سعرة حرارية لكل وجبة، مثل:- قطع اللحم البقري الغنية بالدهون
- لحم الضأن المفروم
- النقانق والسجق
اللحوم المصنعة:
تشمل اللحوم المُعلبة، اللانشون، واللحوم المعالجة مثل السلامي والبسطرمة. تحتوي هذه الأنواع على نسب مرتفعة من الصوديوم والمواد الحافظة التي تؤثر سلبًا على صحة القلب والجهاز الهضمي.
لماذا ترتبط اللحوم المعالجة بزيادة خطر الإصابة بالسكري؟
اللحوم المعالجة تحتوي على مواد مضافة ومواد حافظة تزيد من الالتهابات في الجسم، مما يساهم في تطور مقاومة الأنسولين، وهي العامل الرئيسي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. كما أن محتواها العالي من الصوديوم يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو من المضاعفات الشائعة لمرض السكري.
فوائد تقليل استهلاك اللحوم لمرضى السكري
تحسين حساسية الأنسولين:
تقليل استهلاك اللحوم الدهنية يُساعد في تقليل مقاومة الأنسولين، مما يحسن من قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر.تقليل خطر أمراض القلب:
اللحوم الخالية من الدهون تساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الضار، مما يحد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.إدارة الوزن بشكل أفضل:
اللحوم قليلة الدهون منخفضة السعرات الحرارية تسهم في التحكم في الوزن، وهو عامل رئيسي في إدارة مرض السكري.
نصائح غذائية لمرضى السكري عند اختيار اللحوم
التحقق من الملصقات الغذائية:
اختر اللحوم التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والكوليسترول.الطهي الصحي:
استخدم طرق طهي صحية مثل الشواء أو السلق بدلاً من القلي لتقليل الدهون المشبعة.الحصص الصغيرة:
تناول اللحوم بكميات معتدلة لتجنب الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية.إضافة البروتين النباتي:
تعزيز الوجبات بمصادر نباتية مثل العدس والفاصوليا والمكسرات للحصول على بروتينات بديلة مفيدة.
دور النظام الغذائي المتوازن في إدارة مرض السكري
إلى جانب تقليل استهلاك اللحوم الدهنية، من المهم الحفاظ على توازن غذائي يشمل:
- الخضروات الورقية الغنية بالألياف.
- الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والشوفان.
- الدهون الصحية من مصادر مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
الخلاصة: اللحوم والسكري بين الحذر والاختيار الذكي
بينما تُعد اللحوم مصدرًا هامًا للبروتين، فإن اختيار النوع الصحيح منها يُحدث فرقًا كبيرًا في إدارة مرض السكري. يجب على مرضى السكري تقليل استهلاك اللحوم الدهنية والمُعالجة والاعتماد على اللحوم الخالية من الدهون كجزء من نظام غذائي صحي.
الوعي بتأثير النظام الغذائي على مستويات السكر في الدم ليس فقط جزءًا من إدارة مرض السكري، بل هو أيضًا خطوة نحو حياة صحية ومتوازنة.