يعد التحكم في مستويات السكر في الدم جزءًا أساسيًا من الحفاظ على الصحة العامة، سواء كنت شخصًا سليمًا أو تعاني من داء السكري. معرفة المعدلات الطبيعية للسكر، وكيفية قياسها، وأفضل الطرق لإدارتها، هي خطوات مهمة لتجنب المشكلات الصحية والمضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عن اضطراب مستويات السكر في الدم.
في هذا المقال الشامل، نقدم لك دليلًا غنيًا بالمعلومات حول المعدل الطبيعي للسكر في الدم، العوامل المؤثرة عليه، الطرق المثلى للتحكم فيه، وكيفية الوقاية من مضاعفات داء السكري.
ما هو معدل السكر الطبيعي في الدم؟
يعتمد معدل السكر الطبيعي في الدم على عدة عوامل، منها الوقت الذي يتم فيه قياس السكر (صيام، بعد الأكل، عشوائي)، الحالة الصحية للفرد، وعمره. لكن المعدلات العامة التي يمكن الاسترشاد بها هي كالتالي:
للأشخاص الأصحاء
- عند الصيام: المعدل الطبيعي يتراوح بين 4.0 إلى 6.0 مليمول/لتر (72 إلى 108 ملجم/ديسيلتر).
- بعد تناول الطعام بساعتين: يجب أن يكون أقل من 7.8 مليمول/لتر (140 ملجم/ديسيلتر).
للأشخاص المصابين بالسكري
- قبل الوجبات: المعدل الطبيعي المستهدف يتراوح بين 4 إلى 7 مليمول/لتر (72 إلى 126 ملجم/ديسيلتر).
- بعد الوجبات:
- لمرضى السكري من النوع الأول: أقل من 9 مليمول/لتر (162 ملجم/ديسيلتر).
- لمرضى السكري من النوع الثاني: أقل من 8.5 مليمول/لتر (154 ملجم/ديسيلتر).
كيف يتم قياس مستوى السكر في الدم؟
هناك طرق مختلفة لقياس مستويات السكر في الدم، وهي تتفاوت بناءً على الغرض من القياس (فحص دوري، تشخيص، أو متابعة الحالة). إليك أشهر الطرق المستخدمة:
1. قياس السكر أثناء الصيام
- يتم هذا القياس بعد صيام لمدة 8 ساعات على الأقل، وعادة ما يُجرى في الصباح.
- المعدلات الطبيعية:
- أقل من 6.1 مليمول/لتر (108 ملجم/ديسيلتر): طبيعي.
- بين 6.1 إلى 6.9 مليمول/لتر (108 إلى 125 ملجم/ديسيلتر): مؤشر لمرحلة ما قبل السكري.
- 7 مليمول/لتر (126 ملجم/ديسيلتر) أو أكثر: مؤشر للإصابة بالسكري.
2. اختبار تحمل الغلوكوز الفموي (OGTT)
- يُجرى هذا الاختبار لتشخيص السكري أو مرحلة ما قبل السكري، ويتضمن:
- قياس السكر أثناء الصيام.
- تناول مشروب يحتوي على 75 جرام من الغلوكوز.
- قياس السكر بعد ساعة، ساعتين، وثلاث ساعات.
القيم الطبيعية:
- أثناء الصيام: أقل من 108 ملجم/ديسيلتر.
- بعد ساعة: أقل من 180 ملجم/ديسيلتر.
- بعد ساعتين: أقل من 155 ملجم/ديسيلتر.
- بعد ثلاث ساعات: أقل من 140 ملجم/ديسيلتر.
3. اختبار السكر العشوائي
- يمكن قياس السكر في أي وقت من اليوم دون الحاجة للصيام.
- إذا كان مستوى السكر 200 ملجم/ديسيلتر أو أكثر، مع وجود أعراض داء السكري، فهذا يشير إلى الإصابة بالمرض.
4. اختبار الهيموغلوبين السكري (HbA1c)
- يقيس هذا الاختبار متوسط مستويات السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
- المعدلات الطبيعية:
- أقل من 42 مليمول/مول (5.7%): طبيعي.
- بين 42 إلى 47 مليمول/مول (5.7% إلى 6.4%): مرحلة ما قبل السكري.
- 48 مليمول/مول (6.5% أو أكثر): مؤشر على الإصابة بالسكري.
العوامل التي تؤثر على مستوى السكر في الدم
1. النظام الغذائي
- تناول الكربوهيدرات والسكريات بكميات كبيرة يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتين يساعد على استقرار مستوى السكر.
2. النشاط البدني
- التمارين الرياضية تساعد على خفض مستوى السكر في الدم من خلال تحسين حساسية الأنسولين.
- قلة النشاط البدني تزيد من خطر ارتفاع السكر.
3. الحالة النفسية
- التوتر والقلق يمكن أن يؤديان إلى ارتفاع مستوى السكر بسبب تأثير هرمونات التوتر على الجسم.
4. الأدوية
- الأدوية المستخدمة في علاج السكري تلعب دورًا مهمًا في التحكم بمستوى السكر.
- بعض الأدوية الأخرى قد ترفع مستوى السكر كأثر جانبي.
5. العمر
- مع التقدم في العمر، قد تصبح مستويات السكر أقل استقرارًا.
معدل السكر الطبيعي حسب الفئات العمرية
1. البالغون
- قبل الوجبات: بين 70 إلى 130 ملجم/ديسيلتر.
- بعد الوجبات: أقل من 180 ملجم/ديسيلتر.
- عند النوم: بين 100 إلى 140 ملجم/ديسيلتر.
- HbA1c المستهدف: حوالي 7%.
2. الأطفال
- الأطفال المصابون بالنوع الأول من السكري يحتاجون إلى مراقبة دقيقة:
- قبل الوجبات: بين 90 إلى 130 ملجم/ديسيلتر.
- عند النوم: بين 90 إلى 150 ملجم/ديسيلتر.
3. الحوامل
- الحوامل المصابات بالسكري يحتاجن إلى مراقبة مستمرة:
- الصيام: أقل من 95 ملجم/ديسيلتر.
- بعد ساعة من الوجبة: أقل من 140 ملجم/ديسيلتر.
- بعد ساعتين: أقل من 120 ملجم/ديسيلتر.
كيف يختلف السكر في الدم بين الأشخاص الطبيعيين ومرضى السكري؟
للأشخاص الطبيعيين
- يتمتع الجسم بآلية طبيعية لتنظيم مستوى السكر بفضل الأنسولين.
- بعد تناول الطعام، يرتفع مستوى السكر لفترة قصيرة ثم يعود إلى المعدل الطبيعي.
للمصابين بالسكري
- يعاني الجسم من نقص في إنتاج الأنسولين أو مقاومة الجسم له.
- يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر بشكل كبير بعد الوجبات وبقائها مرتفعة لفترات طويلة.
مضاعفات اضطراب مستويات السكر
1. عند ارتفاع السكر
- يؤدي إلى مضاعفات مزمنة مثل:
- تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي).
- تلف الكلى (الاعتلال الكلوي).
- أمراض القلب والشرايين.
2. عند انخفاض السكر
- يؤدي إلى أعراض خطيرة مثل:
- الدوار والإغماء.
- اضطرابات في التركيز.
- في الحالات الشديدة، قد يسبب غيبوبة.
كيفية الحفاظ على مستويات السكر الطبيعية؟
1. اتباع نظام غذائي صحي
- قلل من الكربوهيدرات البسيطة وزد من استهلاك الألياف والبروتين.
- تناول وجبات صغيرة ومتكررة لتجنب تقلبات السكر.
2. ممارسة النشاط البدني
- المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا كفيل بتحسين حساسية الأنسولين.
- تمارين القوة تساعد في تحسين صحة العضلات التي تستهلك الجلوكوز.
3. مراقبة مستوى السكر بانتظام
- استخدم أجهزة قياس السكر المنزلية لمتابعة التغيرات اليومية.
- قم بتسجيل النتائج ومشاركتها مع الطبيب.
4. الإقلاع عن التدخين والكحول
- التدخين يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب، وهو شائع بين مرضى السكري.
- الكحول يؤثر على استقرار مستويات السكر.
5. إدارة التوتر والإجهاد
- استخدم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا لتقليل التوتر.
تشخيص السكري ومراحله
- مرحلة ما قبل السكري: مستويات السكر مرتفعة ولكنها لم تصل لدرجة التشخيص.
- السكري من النوع الأول: يحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين.
- السكري من النوع الثاني: يحدث نتيجة مقاومة الجسم للأنسولين.
الخلاصة
إن الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية هو أساس الوقاية من المضاعفات وتحسين جودة الحياة. من خلال الالتزام بنظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، ومراقبة مستوى السكر بانتظام، يمكن للجميع، سواء كانوا أصحاء أو مصابين بالسكري، تحقيق التوازن المطلوب.